الثلاثاء، 3 فبراير 2009

رحل قبل أكثر من 46 عام ولايزال ذكراه حاضرا في وجدان العراقيين ...كيف لا وهو صاحب احدى أهم ملحمتين في تأريخ العراق ، حيث قال عنه خالد الرحال (ملحمتان مهمتان في العراق اولاهما ملحمة كلكامش، والاخرى ملحمة الحرية لجواد سليم) .....جواد سليم (1921-1961) هو أشهر نحات في تأريخ العراق الحديث وربما القديم ....فهو صاحب نصب الحرية الذي يقف شامخا وسط بغداد منذ مايقارب نصف قرن ....النصب هو (بطول 50 مترا) وعلو منحوتاته ثمانية امتار، وهو اضخم نصب قام بعمله فنان عراقي وقد استغرق تنفيذه سنة ونصف سنة من عمر هذا الفنان.ويتألف من اربع عشرة وحدة من البرونز، في كل منها. يوجد شخصين او اكثر. وهو يروي قصة مسيرة الانسان نحو الحرية وعلاقته بالطبيعة مستفيدا من النحت السومري القديم مع اضافات حداثية قام بها جواد سليم ، هذا الفنان الذي كان له اطلاع شاسع على الفنون الحديثة وقد اثر فيه الحركة الحداثية بعدما زار اوربا واطلع على فنونها.جواد كان رساما بارعا ايضا وهو مؤسس (جماعة بغداد للفن الحديث) والتي تأسست سنة 1951...وتبقى سلسلة لوحاته المسمات بلوحات (البغداديات) من اشهر نتاجاته.من أعماله المبدعة الأخرى منحوتته (السجين السياسي) التي هربها الى لندن عام 1953 ليشارك بها في المسابقة الدولية ففاز بالمرتبة الأولى عربياً والمرتبة السادسة عالمياً. كما له تصاميم عديدة لأغلفة الكتب منها دواوين الجواهري وحسين مردان وجبرا ابراهيم جبرا وبلند الحيدري.وددت أن اقدم هذه النبذة كمدخل لمعرفة فنان مبدع مايزال وقع سحرة طاغيا كما يقول عنه الناقد والفنان سعد القصاب ....ملاحظة: نصب الحرية الواقع في ساحة التحرير ببغداد يعتبر نموذجا حيا للفن التشكيلي العراقي ولكن مع الاسف هناك حفنة من الدجالين والمشعوذين يريدون ان يحملوا هذا النصب مسؤلية ما حصل للعراق وبغداد بداعي انه يحوي رموزا سحرية تجلب النحس !!!

ليست هناك تعليقات: